Home‎ > ‎

Hoda - Short Story

ولى العهد

"أهلا و سهلا بك يا فندم"

بهذه الكلمات المتذلفة كحالة البائعين استقبل "أكرم" مدام "هدى" عند دخولها محل الملابس المتواضع الذى يعمل به.

هدى هى امرأة عادية فى اواخر العشرينات, خمرية, ذات جمال هادىء مثلها كمعظم المصريات, حصلت على شهادة دبلوم صنايع أو كما تقول والدتها "دبلون" متزوجة من 3 سنوات من جارها "مصطفى" سائق ميكروباص.

هدى لم تنجب حتى الأن و لهذا السبب يمكن ان نفسر كثرة شرودها و عبوسها, فى الأحياء الشعبية فى القاهرة القديمة حتى الأن تأخر الانجاب مشكلة المشاكل و كابوس يهدد عش الزوجية غالبا و طبعا المشكلة دائما هى الزوجة و لا يجد الزوج المسكين مفر من التزوج بأخرى أو "تغيير العتب" كما يقولون للظفر بالشىء الأسمى إلا و هو "ولى العهد" و كأن ولى العهد هذا يتنظره رئاسة المملكة أو شىء من هذا القبيل.

تدخل هدى المحل و هى تفكر فى الكلمة التى صبحتها بها حماتها "ايه يفيد كتر الحرث فى الارض البور", ظلت هدى تغلى طوال الطريق و كالعادة تفكر فى وقع هذا الكلام على  مصطفى, "مصطفى بيحبنى بس الزن ع الودان امر من السحر" تقول هدى لنفسها و هى تتجاهل كالعادة أكرم.

أكرم البائع الذى تكره هدى و دائما تحس بوقاحة فى نظراته لها, بالنسبة لها هو نموذج للانسان الذى يعمل اى شىء من أجل المال "أكرم دا يأكل مال النبى" كما قالت مرة صديقتها نوال.

تتجهه هدى الى ركن المحل الخاص بملابس المحجبات و تطالع المعروضات بنفس الشرود:

"حلوة العباية دى, بس غالية شوية و عايزة تتوسع حبتين من عند الوسط مش ناقصة مصطفى يسمعنى كلمتين هو كمان"

"ايه يفيد كتر الحرث فى الارض البور", "أه من الولية ام مصطفى دى مش هتهدى الا اما تخربها و تقعد على تلها"

"يا ولاد النصابة, العباية دى من المصنع اللى شغالة فيه البت نوال, بتبعوها ب3 اضعاف السعر, الناس هتعيش ازاى بس"

"ايه يفيد كتر الحرث فى الارض البور", "لو مصطفى بس يسمع كلامى و ناخد شقة ايجار ان شاء الله اوضة واحدة على سطوح بس نرتاح من الولية دى"

"اى خدمة يا مدام؟ فى حاجة عجبتك؟" كالعادة تفاجىء بأكرم بجانبها بنظرته اللحوح التى تكرها كثيرا, "و الله الحاجة مش اد كدا النهاردة و كمان اسعاركم غالية اوى انتو مش عايزين الناس تشترى و لا ايه؟" ترد هدى علي أكرم.

"احنا هنقعد اليوم كله هنا نتساير, اه ما انتى لا وراكى عيل و لا تيل" دوى صوت ام مصطفى فجأة و هى تنظر لهدى شرزا , لو كانت النظرات تقتل لماتت "أم مصطفى" من نظرات هدى لها ووجهها يحمر خجلا و قهرا, "لا يا أم مصطفى, يالا بينا عشان الحق ارجع اجهز لمصطفى الغدا", تخرج أم مصطفى من المحل وورائها هدى و هى تلعن اليوم التى تزوجت فيه مصطفى. 

Comments